الشيخ الروحانى
المساهمات : 363 تاريخ التسجيل : 21/08/2011
| موضوع: يا إخواني، لمثل هذا فأعدو الإثنين أغسطس 22, 2011 8:19 pm | |
| واسأل النفس ماذا بعد الوَجَل؟.. هل من عمل؟ لعل بعض العمل ينفع.. وعسى أن يختم الله لك بخاتمة خير، فإنّ المرء في هذا الموقف يكون أضعف أمام الشيطان ووساوسه من أي يوم آخر، ولا ينجو إلا من يثبّته الله عزّ وجل.. قال عليه الصلاة والسلام: "احضروا موتاكم ولقّنوهم لا إله إلا الله، وبشّروهم بالجنة؛ فإن الحليم من الرجال والنساء يتحير عند ذلك المصرع، وإن الشيطان أقرب ما يكون من ابن آدم عند ذلك المصرع" (أخرجه أبو نعيم في الحلية).
واسأل القلب هلّا تعلقتَ بخالقك.. هلّا نزعتَ ما فيك من كِبْر وعجب واغترار وطول أمل.. هلاّ حرصتَ على صحبة مَنْ تنفعك صحبتهم يومئذ.. روى ابن المبارك وسفيان عن ليث عن مجاهد قال: ما من ميت إلا تعرض عليه أهل مجالسه الذين كان يجالس، إن كان أهل لهو فأهل لهو، وإن كانوا أهل ذِكر فأهل ذِكر.
وتعلّق دوماً بفضل الله، فهو سبحانه مالك النفس والقلب والعمل .. "يقبل توبة العبد ما لم يغرغر" [أخرجه الترمذي]، وعند بلوغ الروح الحلقوم يُعايِن ما يصير إليه من رحمة أو هوان ولا تنفع حينئذ توبة ولا إيمان، كما قال تعالى في محكم البيان: (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ) فالتوبة مبسوطة للعبد ما لم تأتي لحظة الوفاة، فلنبادر بالتوبة قبل أن لا ينفع الندم.
| |
|